يرى البشر أنفسهم ككائنات معقدة، ولكن عندما يتعلق الأمر بالجينات، فإنه لا مجال للمقارنة مع برغوث المياه شبه المجهري، المسمى الدافنيا.
ففي الواقع، تفيد تقارير حالية أصدرتها هيئة دولية تدعى "إتحاد علماء علم جينوم الدافنيا" (DGC) أن برغوث المياه العذبة من جنس (Daphnia Pulex)، وهو واحد من الكائنات الأساسية التي تعيش في المياه العذبة؛ يمتلك عدد جينات هو الأكبر من بين جميع الحيوانات التي تمت دراسة تسلسلها الجيني حتى الآن. وهو يَستخدم هذه الجينات في إنجاز مهام مدهشة. ويستجيب جينوم الدافنيا للمثيرات المتواجدة في محيط عيشه، بما في ذلك المفترسات، كما يعمل على تحفيز نمو الخوذات والأشواك المستخدمة في الدفاع عن النفس؛ وذلك خلال جيل واحد فحسب. وباعتبار برغوث المياه العذبة من الكائنات الشرهة التي تتغذى بترشيح المياه، فإنه يتفاعل بسرعة مع المنبهات الكيميائية، حيث يكيف جسمه مع السموم. ويقول علماء الـ (DGC) إن للبشر قواسم جينية مشتركة كثيرة مع هذا الجنس المعقد من برغوث المياه. وقد لا نكون قادرين على جعل أجسامنا تطور أشواكاً دفاعية على غرار الدافنيا، ولكن بفضل الجينوم هائل الحجم لهذا الكائن، فإننا قد نتعلم الكيفية التي تتفاعل بها جيناتنا مع الملوثات؛ وما إذا كنا بحاجة إلى إلقاء نظرة عن كثب على نوعية مياهنا. -غريتشين باركر
- 23000 عدد الجينات في الجينوم البشري - 31000 عدد الجينات في جينوم برغوث الماء |
0 Comments