أن نشهد مرضاً يختفي عن الوجود، فذاك أمر لايحدث دائماً، وكلن ربما أتى الدور على مرض دودة غينيا (Darcunculus Medinensis)، بعد أن انتصر البشر على الجدري. فبفضل الجهود الدولية التي يقودها مركز كارتر، لم يتم تسجيل سوى 1797 حالة خلال عام 2010 في جميع أنحاء العالم، معظمها يوجد في ما بات يُعرف الآن، جنوب السودان. ويأمل مسؤولو الصحة العامة في تقليص هذا الرقم إلى الصفر في عام 2012.
ولم يكن هذا الانتصار سهل المنال في أي وقت من الأوقات؛ فدودة غينيا تُبدي مقاومة كبيرة للقاحات والأدوية. ولهذا فإن السلاح الرئيسي لاستئصال هذا المرض هو الإرشاد والتوعية. وهكذا يقوم متطوعون محليون بتلقين القرويين الأفارقة كيفية تصفية المياه التي يُحتمل أن تكون ملوثة، عبر استخدام القماش أو مصاصات مزوَدة بمرشحات (الصورة أعلى). كما يقدموا لهم شروحات عن دورة حياة هذه الدودة، حتى يتجنب الناس الذين بدأت الديدان تخرج من تحت جلودهم دخول المياه الراكدة، مثل البرك، حيث تستقر اليرقات.
وغالباً ماتؤدي الآلام القثرية التي يسببها خروج الديدان من الجسم إلى عجز المصابين عن العمل خلال الفترات الزراعية الرئيسية. لكن، مع تسلحها بالمعرفة والأدوات الناجعة، باتت هذه المجتمعات قريبة من اجتثاث هذا المرض القديم. -نانسي شوت
موظفون صحيون في غانا يدلكون كاحل طفل لاستخراج دودة غينيا ناضجة، على نحو تدريجي. ويمكن أن تنمو هذه الديدان ليصل طولها إلى أكثر من 90 سنتيمتراً، وتبدأ في الخروج بوتيرة بطيئة غالباً ما تدوم عدة أسابيع. |
0 Comments